mardi 15 juillet 2008

سِيرة السرول

ليس لدينا ما نخشى عليه..

طُفولتُنا ديوانُ عِِلّتِنا

و رُؤانا كَهَوَانا...

جَنينُنا المُجهَضُ

و العُمر خسارتُنا التي لا تُعوَّض...


لسنا أيّوبَ و لسنا الجنوب

و لسنا الهَبوب كي نُبَسِّق عبارتنا

من ضيق بين زفرتين

لفكرة أعصابها ماء..

كي نجيء صبرا في الهجير

لنَخْلَتَين تَقِفان بين مِزاجَيْن

نارا و هواءً...

لسنا في طيْش أبناء اللّيل

كي نشرب دمنا كُلّما عَطِشْنا

و نخترعَ بلادا بين كأسَيْن

نُسَمِّيها رُؤى


إنّا نُعلِن استِسلامنا

نحن آخر طوائِف السَّرْوَل

ما عُدنا نرغب في استِباق المَجْرى

في محاكاة المعنى

و استِرداد ما لاذ بالابتِعاد..

نحن آخر طوائف السَّرول

ما عُدْنا نَأبَهُ لنِزال العواصف

للعناصر تجادل انحناء الشّجر...

تُبْنا...


للحياة أن تسْتَفرد بنا أطفالا عزّلا

أن تعلِن جَهرا وَليمَتَها

تِلكَ غُصَّتُِنا خُلاصة قِصَّتِنا

لتَشرَب على نَخْبها

تلك فكرتنا مصلوبة على شَمْْعَتِها

لترقص على ظِلِّها المَسْفوك

للحياة أن تَنتعل ظِلّنا المَنهوكَ

قد تُبْنا عن ضِحْكَة الآس للسَّوسن

عن شهوة البحر لِعَرق الأزرق

عن غَمْزة اللّيل للقمر

تُبْنا...


و هذا ظَهْرُنا مَثْقوب كَصَدرنا

ما عادا يَصلحان للرِِّمايَة

مُنذ طَلق الوِِِلادة

و عَينُنا بلا حاجِب

الخَيْبة لنا صاحِب

مُتنا..

ما عُدنا نَذْكُر كَم مَرّة..

لن نَموت أكثر مِمّا مُتنا.!!


ليس لدينا ما نَحزن عليه أكثر

بَيت أَهلنا هُجِّرنا مِنه بِلا ذَنْب

اليُتم فاجأنا و نحن بِطول الشِّبْر

فََجَعَنا.. نزف القلبُ من وَجَعِنا..

كم مرّة يُتِّمْنا بَعد ذلك!!

ما عُدْنا نَهتمُّ..

ليس لدينا ما نخسره أكثر...

الرّفيق... خَيْلُنا الذي جمح

كأنّا ما كنّا روافده

من غَبَش الرّوح إلى قُزَح الضّياء

كأنّا ما كنّا حوافره

على حَجَر المسافة

عند انغلاق المدى.!!


الوقتُ ذهبَ بالوقت

مع الوَقت تَعوّدْنا احتِراقَ أيّامِنا

على رَصيف المَقْت

بلا عقارب دارَت ساعتنا

سوف َنُهلِّلُ لِساعَتنا

لو جاءت قَبلَ المَعلوم...


ليس لدينا ما نُضيف

سيرَتُنا هَذَيان خارج التَّصْنيف

بلا شَفَة ظَلّت هواجسُنا

و عِبارَتُنا في غَيْر المُُتَقارب

و البَسيط و الخفيف

لَن يَتَكفَّلَ الخليلُ بسجال بَوْحنا

بِصَبْرنا يَتَهجّأ لُغة السّمَك

بِصَوْتنا المُسْتغيث بَينَ فَواصل الغرَق

لا بأسَ..


قَد كانت الرّيحُ كِنايَتنا

الخَبرَ لِمُبْتدإ جُمْلَتنا

المَجازَ في ضيق مداراتنا

و كُنّا من قَبْل التّاريخ بُعِثنا شجََنًا

خارج التّاريخ عرّشْنا وّطنًا

لا أَحَد يُفَسِّر طَقْسَنا

يَحْفَلُ لانكِسار نَصِّنا

لا أحَد يُرَبِّتُ على وَجَع قافِيَتنا

قَد تَذْكُرنا قرطاجُ..

و قد تَسْهو عَنّا كَأَهْلنا..

ما عُدنا نَهتَمُّ..

نَحنُ و السَّرْوَلُ

تَغْريبَة في مَهَبّ التَّلاشي

Aucun commentaire: